
تاهت الفتاة في زحمة الحياة , فقد أهملت دموعها المتساقطة ,
ونسيت صرخاتها المتكررة , و أغفلت أحزانها المكبوتة ,
فتزاحم الهم في صدرها , و كبر الألم في جسمها حتى مزقها ,
فذهبت المسكينة تبحث عن حضن يتفقد ألمها ,
و صدر يتسع لهمومها , وعقل يرشدها في حيرتها ,
فشكت إلى من لا يستحق الشكاية ,
فسقطت برمتها يوم أن أرادت أن لا تسقط دمعتها ,
و تألمت دهراً يوم أن أرادت من يتحسس ألمها يوماً ,
فلماذا هذا السقوط ؟ و لماذا هذا الانحراف و الانجراف ؟
إن الأم بالنسبة لبنتها هي حديقة غناء , تزهو بكل جميل من الزهور ,إنه فقدان الحنان , و التباعد بين الأمهات و الفتيات
و ينتشر في أجوائها عبق الورود , فكل من يعيش حولها ينعم بجمالها ,
و يقطف مايناسبه من زهورها , و يتلذذ بعبيرها ,
و يمتع بصره بحسن منظرها ,

فيوم أن اختارت الأم أن تستبدل ماخلقت له من أمومة
فقدها كل من حولها , و يوم أن انشغلت الأم بمشاغلها
انفرط سير الحياة لكل من يتبعها , و يوم إن نسيت الأم
واجباتها توقفت عقارب الحياة لكل من ينظر إليها و يسترشد بها

. أخواتي الأمهات هذه نقاط و توجيهات لكيفية التعامل مع الفتيات ,
و إن أردنا أن نعرف لماذا الفتيات فقط ؟ فلأنهن أساس المستقبل ,
و هن أسس الحياة الجميلة لحياة موعودة ,
لذا تهدم الأمة يوم تهدم لبنة من لبنات الأسرة ,
فكيف إذا كانت أهم لبنة ؟

أولاً :.
كيف نتعامل و نربي صغارنا في مرحلة الطفولة :
1.أول خطوات التربية تتم منذ أن يطرق الخطاب باب بيوتنا ,
فاختيار الزوج المناسب الذي يتوافق مع مبادئ الزوجة
هو بداية للتربية الصحيحة .
2.التربية هي بمعنى البناء , و يجب أن تبدأ الأم بتربية صغيرتها
قبل ولادتها , و ذلك بالقراءة الدائمة
عن كل ما يهم الفتاة .
3. العطف و الاهتمام بالطفل من قبل الأم هي صور يختزنها الصغير
في صدره , فتزيد من سعادته , و تبني نفسه مع أمه في مستقبله
, فالنحرص أن نخزن في صدورهم أكبر قدر
ممكن من الصور الجميلة .
4. ليست الأمومة هي تحقيق كل رغبات الأبناء ,
بل هي دراسة بين العقل و العاطفة , و خلط بين المصلحة و الحاجة ,
و جمع بين اللين و القسوة , فمنها يخرج قرار الأم الحكيم .
5. التوازن بين لطف الأم و حكمة الأب تقود الأبناء إلى السعادة .
6. الدلال الزائد ثم الحرمان المفاجئ بعد قدوم طفل آخر ينشئ
في قلب الطفل الحزن , و يعلمه على حب التملك و الاستحواذ
كل الأشياء , و يبني في نفسه بغض الآخرين و يجعله يعتقد أن
هذا التغير هو كره . فالتكن خطواتنا باتزان ,
و عواطفنا موزعة بشكل سليم .
7. قد يكون حرمان الأم من عطف الوالدين سابقاً ,
إما بقسوتهم أو بفقدهم مؤثراً على تربيتها لأولاده ,
فتسعى بعد ذلك لتعويض أبنائها بعض الذي فاتها .
أو يكون الخطأ بجهلها بطرق التربية أو اعتقاد أن طريقة والديها
بالتربية صحيحة فتجري على الصغار ما كان لآباء و الأمهات,
فحري بنا أن نعلم أن حياتنا مهما بسلبياتها و إيجابياتها
فلا نأخذها برمتها و نطبقها على أبنائنا , فالنأخذ الجوانب المضيئة
و نستفيد منها , أما الجانب السلبي فليكن عبرة لنا و عظه و نجنبه صغارنا .
8. الاعتماد في حضانة الأطفال على العاملات المنزلية يقطع أواصر
الروابط بين الأم و صغيرها , فالصغير يستمد أكثر العطف باللمس
و الحضن و المقابلة و التلطف و حتى الحديث الذي يجهله
فهو يأنس به و يعرفه . كيف نعالج هذا الوضع فمن
الممكن أن يكون الاعتماد عليهن يجب أن يكون في التحضير
أو في أمور ضيقة أو في أعمال البيت و التنظيف أما الأطفال الصغار فلا
, و إن اضطررنا لذلك فالنستعين بالجدات و القريبات
حتى نعود من أعمالنا , أما باقي الوقت فيجب أن
يكونوا تحت أعيوننا .
9. الانشغال عن الأطفال الصغار بالوظيفة ,
جعل وقت الأم الخاص بطفلها قصيراً ,
فحرم الصغار ذلك الاهتمام , فالنسعى أن نعوضهم
عن هذا الفقدان و البعد , و ذلك بالقرب منهم
و بالبعد عن مؤثرات العمل أثناءالعودة إليهم ,
و لنحرص على عدم نقل أعمالنا الوظيفية إلى البيت
أو حتى الهموم العملية إلى عش السعادة .
10. عسر الحياة و معيشة المدينة الصعبة ,
سبب انقضاء أوقات جليلة بقضاء حاجيات و أغراض و
مستلزمات الحياة , و كل ذلك تأخذه الأم من وقت طفلها ,
و من تلمسها لحاجة أبنائها , فجدير بنا أن نرتب أوقاتنا
التي نخرج فيها لقضاء حاجياتنا , فنختار الأوقات البعيدة
عن الذروة و أن نوكل بعض الأعمال للقادر عليها من الأبناء
الكبار أو الأزواج .
11. زيادة الأعمال المنزلية , و فخامة البيوت , و اتساع المنازل ,
جعل أعمالها أصعب , و الوقت الذي ينقضي في تنظيفها
و صيانتها و ترتيبها أطول , و كل هذا يستقطع من وقت التربية ,
لذا يجب ان نعالج أمورنا و أن نختار الأثاث الذي يناسبنا ,
و التخطيط الذي يخدمنا و ليس نخدمه .
12. المرأة لديها عواطف مخزنة , و لديها عواطف متنوعة ,
فهي تستطيع أن تمد أولادها بحسب حاجتهم و ظروفهم لما يحتاجونه
من العطف و اللطف , و كذلك لديها خبرة عاطفية تجعلها تميز
بين ما يحتاج الصغير و الكبير , و كل ابن على حسب طبيعته
و طريقة تعامله , و هي على قدرة بأن تمد زوجها بنوع آخر
من الحنان لذا فالتختار المناسب لكل صنف ممن حولها .
13. تزخر المكاتب بالعديد من كتب التربية ,
و لكن ليس كل مايُعرض فهو يصلح لنا ,
أو أن ما يصلح لفلان فهو صالح لي , فالنقرأ تجارب الآخرين
و نستنبط منها ما يناسب عائلاتنا و يجعلنا نعيش معهم
بطريقة تناسبنا و تناسبهم .
14. الحياة تنظيم و عمل , و لا يعني ذلك أنها تتم بخطوات
مرقمة لا يمكن أن نحيد عنها أو نخرج من إطارها ,
فمن الممكن أن نسمع أو نقرأ خطوات في التربية تعجبنا
فليس علينا أن نعيشها و نطبقها في بيتنا ,
فذلك يجعل التربية كأنها عمل مكينة مبرمجة كل خطوة تتبعها خطوة ,
و هذا يجعل التفكير في التربية لوحده خطوة معقدة ,
لكن لنحرص أن نأخذ الحياة و التربية ببساطة و بدون تعقيد
أو كثرة تفكير فهي سهلة ممتعة ممتنعة .
15. الحذر من أن نعتقد أن سبب سعادة الآخرين هو بما نراه
من تعامل ظاهر مع أطفالهم , فهذا النجاح قد يخفي خلفه أعمال
أخرى أعظم و أكبر , فإن أعجبنا بتجربة نجاح في التربية فالنتقصاها , فالنحرص أن نسأل عن جوانبها و سلبياتها و إيجابياتها .
16. أطفالنا ليسوا محل تجارب , لذا فالتختاري ما يناسبهم
و يتماشى مع قدراتهم .
17. لنربي في أنفسهم الثقة و نمدهم بالعوامل التي
تمهد ذلك في أرواحهم , فالندعهم يختارون ألعابهم بأنفسهم ,
و أن يلبسوا ما يناسبهم ,
و أن يصححوا أخطاءهم بمساعدتنا لهم و ليس بنهرهم عنها .
18. الطفل يتلقى من والديه التعاليم عبر نظره لطريقتهم معه ,
فلا تعوديه إلا ما تريدين أن يعتاد عليه ,
ألم تري أنه إن أعتاد النوم معك استمر على هذه العادة ,
و إن حرمتيه ذلك أقض مضجعك و تغيرت نفسيته .
19. ليس ما تشتهيه أنفسهم من المأكل هو الذي يجب أن يجلب ,
بل المفيد الذي يزيد من مقاومة الجسم و يغذيهم بالتغذية المفيدة
هو المطلوب أن يقدم و يحبب فيه ,
مع عدم حرمانهم بالكلية عما تشتهيه أنفسهم .
20. أمي أريد مثل لعبة صديقتي أو ملابس صديقتي , طلب يتكرر ,
و كيف لنا أن نخرج أطفالنا من هذه التبعية للأصدقاء ؟
من الممكن أن يكون تعزيز الثقة لأطفالنا و باختياراتهم و رفع معنوياتهم بحسن ذوقهم يجعلهم يتبنون فكراً استقلالياً ,
فلنا أن نضع لهم ألعاب أصدقائهم و اختياراتهم مع بعض
و نشجعهم على اختيار اختياراتهم .
21. التنافس الأسري بين العائلات و الخلافات قد يكون له اثر سلبي
على الأطفال , فالنحرص أن تكون خلافاتنا مهما كانت بعيدة عن
عيون و أسماع أطفالنا , فهي ربما تؤثر على تقييم و
فهم العلاقات العائلية على المدى البعيد .
22. لنهتم ببناء العقول و الأجسام , و ذلك بتنمية المهارات الذهنية ,
و زيادة التمارين الحركية , فأبناؤنا يدخلون مرحلة الخطر
بكثرة ملازمة الشاشات باختلافها .

