هل يمكننا البدء من جديد؟!
كلنا يحب الله تعالى،ويحب رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين . . أليس كذلك؟! فلماذا لا نجعل من هذه القاعدة (البسيطة الصافية النقية) منطلقاً لنا من جديد نحو الله والجنة، بعدما تطايرت أدخنة الفتن في كل ناحية، حتى أظلمت بسوادها الأجواء التي كانت تفوح في السابق بعبق رحيق الأخوة في الله والحرص على مرضاته؛ إلا أنها صارت بعد الأحداث الأخيرة ميدان تنافس؛ لمن يكيل التهم والسباب لغيره!!
قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) الآية
ففي هذه الآية دليل كافٍ ووافٍ؛ لمن أراد التوجه إلى الله تعالى بخطى ثابتة وصادقة؛ حتى يبلغ برحمته تعالى أعتاب الجنان ولو كان وحده!! فالقلوب تتقلب، والحي لا تؤمن عليه الفتنة، والعصمة قد انحصرت فيما تركه لنا المعصوم صلى الله عليه وسلم، من (كتاب الله وسنته) فمن وجه بوصلة قلبه نحو رضوان ربه، وتجرد في اتباعهما، وأخلص لله نيته في التجرد من أهوائه، نال ما تمنى من إصابة الحق الذي يرضي عليه رب العزة سبحانه!!
ولكم كشفت لنا الأحداث رغم قسوتها، كيف تم لي أعناق الأدلة من الآيات والأحاديث وفقاً لأهواء من كانوا يوماً موضع حسن الظن منَّا في علمهم وورعهم، وكيف كان مآلهم في نهاية المطاف في معسكر الظالمين وأعداء الدين!! وكم ستكشف لنا الأحداث القادمة أيضاً، ودون أدنى مفاجأة أن القضية عند البعض (ربما) لم تكن بحق قضية الدين!!
إذاً فالنجاة النجاة يا عباد الله من نيران الفتن التي سوف يزداد سعيرها تباعاً، ودونكم الملتزمين (كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم) فالزموهما؛ حيث أن بذل الجهد في الدعوة لا يكون إلا لدين الله، وبذل الروح والنفس لا يكون إلا في سبيل الله، ومواجهة الظلم والظالمين ليست بدعاً من القول، وإنما هي من بديهيات دين الله، ولكن مع الحرص على التأصيل الشرعي لتلك المواجهة وتجديد النية فيها لله؛ حتى ننال الأجر من الله!!
فلتتآخى القلوب مجدداً بساحة الصدق في ابتغاء مرضاة الله، ولنحرص على صفائها من أهواء الشخصنة التي أبعدت بنا الشقة عن مراد الله!! وليكن شعارنا من اليوم فصاعداً :
(نحن لله وبالله)
فما وافق شرع الله فهو ديننا ومنهجنا، وما حاد عن دين الله، فهو محط مخالفتنا وبغضنا، فلا شخصنة ولا حزبنة، وعليه فإن الصفحة التي ينبغي علينا فتحها من جديد، هي تلك التي تكون فيها عقيدة التوحيد الصافي عنوانها، والعلم الشرعي الصحيح محتواها، وتعلق القلب بالله لا بسواه مادة ورقها، وتجريد القلب من الأهواء قلمها الذي يخط أسطرها، وصفاء الأخوة في الله مدادها الزاهي، والحرص على نصرة دين الله غلافها الباطن والظاهر!!
فهل آن لنا أن نبدأ مسيرتنا إلى الله بهذا الصفاء والنقاء من جديد؟!